لفت الرئيس العام الجديد للرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت شربل معلوف، إلى أنّ "المسؤوليّة الرهبانيّة ليست فقط سلطة بل خدمة لله وللإنسان من أجل مجد الله وخلاص النفوس".
وركّز في عظته خلال احتفاله بالقداس الإلهي في دير مار يوحنا الصابغ في الخنشارة، لمناسبة تذكار قطع هامة يوحنا المعمدان شفيع الدير، مطلقًا عهده بشعار "احب وافعل ما تشاء"، على "أنّنا نتّخذ هذا الشعار نورًا لمسيرتنا الرئاسيّة ولخدمتنا الأبوية، لأنّنا مقتنعون بأنّ الحب هو أجمل صفة لله وللإنسان. بالحب وحده جدّد الله نظرتنا إليه ونظرتنا إلى أنفسنا ونظرتنا إلى الآخر. بالحب وحده كشف لنا السر الخفي منذ الأزل: سرّ تجسّد ابنه الوحيد لخلاصنا أجمعين. بالحبّ وحده فجّر ينابيع الرحمة والخلاص من أعلى قمة الصليب ليروي كلّ نفس خاطئة، فاسدة، متألّمة، مجروحة، حزينة وبعيدة عن الحب الحقيقي. بالحب وحده أوعز إلى آبائنا في الإيمان بتأسيس الحياة الرهبانية، الّتي كما يصفها مؤسّسنا العظيم باسيليوس الكبير، أنّها فلسفة الحب".
وأوضح الأرشمندريت معلوف أنّ "الحياة الرهبانيّة هي فلسفة حياة نشأتها الحب، تمرّسها الحب وهدفها الحب. فهذا الحب، كما يحدّده القديس باسيليوس في الحوارات النسكيّة، هو ميل طبيعي غرزه الله في طبيعتنا منذ الخلق وأعطانا هذه الميزة، الّتي تميّزه بالذات، أن نحبّ ونحبّ. فالإنسان، ليس فقط الراهب، مجبول بالحب ومطبوع به في أعمق كيانه". وبيّن أنّ "من هنا، دعوة الإنسان المسيحي والراهب تقوم على أن نحب الله ونحبّ القريب".
وشدّد على أنّ "وصيّة المخلّص بالحب تتطلّب منّا أن يحبّ بعضنا بعضا كما أحبّنا الله، أي كما أحبّ السيد المسيح البشرية قاطبة حتّى الموت موت الصليب. هذا هو الحب الّذي تتميّز به المسيحيّة عن بقية الأديان والفلسفات: حب شامل، كامل، معطاء حتّى الموت".
وعاهد أبناء الرهبانية، أمام الله وأمام الكنيسة، أن "نقوم، يدًا واحدة وروحًا واحدة وقلبًا واحدًا، بنفحة التجدّد مستلهمين الروح القدس الّذي هو روح الحق، روح العدل، روح السلام وروح المحبة. من هنا دعوتنا ورسالتنا ستتحلّى بروح التجدّد على كلّ الصعد، لنجدّد معرفتنا بالله ومعرفتنا بنفوسنا ومعرفتنا بالنفوس الموكلة إلينا من أبناء الرهبانية وأبناء كنيستنا، فنجدّد رهبانيّتنا قلبًا وقالبًا متّكلين بذلك على شفيع ديرنا الأم، أعظم مواليد النساء، النبي السابق ومعمد المسيح يوحنا المعمدان الّذي نقيم عيد قطع هامته اليوم".